الخميس، 10 يوليو 2014

الأشراف التربوي في سلطنة عمان

 

يعتبر الإشراف التربوي عملية تربوية قيادية إنسانية،هدفها الرئيسي تحسين عمليتي التعليم والتعلم، من خلال مناخ العمل الملائم لجميع أطراف العملية التربوية التعليمية، مع تقديم وتوفير كافة الخبرات والإمكانات الماديةوالفنية لنمو وتطوير جميع هذه الأطراف، وما يلزمها من متابعة، وذلك وفق تخطيط علمي وتنفيذ موضوعي بهدف رفع مستوى التعليم وتطويره، ومن أجل تحقيق الهدف النهائي والمنشود وهو بناء الإنسان .
ما هي مهام المشرف التربوي في النظام التعليمي في سلطنة عمان؟
رغم بساطة هذا السؤال إلا أن محاولة الإجابة عليه مربكة، وتثير كثيرا من التناقضات، بما يشير لأهمية إجراء مراجعة معمقة لواقع الإشراف التربوي، وتوجهاته، للإجابة على أسئلة من مثل ما هي الأدوار المتوقع من المشرف التربوي أداءها؟ وما هي المهام التي ينبغي عليه تنفيذها؟
في هذا المقال سنقوم بمراجعة لما تيسر لنا من منشورات صادرة عن وزارة التربية والتعليم والتي تشمل:
1- دليل الموجه الفني، وهو أقدم منشور، حيث بدأت وزارة التربية إصداره منذ بداية الثمانينات، إلا أنه لا يحوي قائمة واضحة محددة بمهام المشرف التربوي.
2- سجل المشرف التربوي: أصدرت وزارة التربية والتعليم، ممثلة في دائرة الاشراف التربوي نسخة ورقية وإلكترونية من هذا السجل، خلال من العام الدراسي 2008/2009 يتضمن مهام المشرف التربوي قائمة بـ 23 مهمة ينبغي على المشرف التربوي تنفيذها موزعة على مجالات التخطيط، والتنمية المهنية، والمتابعة الميدانية.
مهام المشرف التربوي
1. إعداد خطة سنوية معتمدة للزيارات الإشرافية بالتنسيق مع زملائه.
2. مراجعة خطط المعلمين الأوائل.
3. إعداد قاعدة بيانات المعلمين الأوائل والمعلمين.
4. المشاركة في متابعة توفر احتياجات المدارس التي يشرف عليها من الكوادر التدريسية والفنية.
5. إعداد تقارير فنية بالتنسيق مع المعلم الأول لتشخيص احتياجات المعلمين الأوائل /المعلمين، ووضع خطة لتحسين الأداء.
6. المشاركة في ترشيح المعلمين الأوائل/المعلمين للدورات التخصصية والدورات التدريبية بمجال عملهم.
7. المشاركة في لجان مقابلات اختيار المعلمين الأوائل.
8. المشاركة في لجان ترشيح المعلمين والمعلمين الأوائل للدراسات العليا على مستوى المنطقة..
9. الاطلاع على المشكلات الفنية والإدارية للمعلمين الأوائل والمساهمة في حلها.
10. إعداد التقارير الفنية عن أداء المعلمين الأوائل.
11. مشاركة مشرفي مادته/مجاله في دراسة وتحليل المناهج الدراسية الخاصة بالمادة/المجال على مستوى المنطقة.
12. الإشراف على إعداد قاعدة بيانات بمستوى أداء الطلاب في المادة/المجال على مستوى المنطقة.
13. عقد لقاءات و اجتماعات دورية مع المعلمين الأوائل لتطوير الأداء و دراسة القضايا المتعلقة بالمادة/المجال.
14. مشاركة مشرفي المادة في وضع الخطط اللازمة لتدريب الفئات الإشرافية والمعلمين والمشاركة في تنفيذها وتقيمها.
15. متابعة أثر التدريب في المدارس.
16. متابعة المستجدات التربوية وتزويد المعلمين الأوائل بالنشرات التربوية المتخصصة والنماذج التعليمية.
17. العمل على تطوير معارفه المهنية وتعزيز خبراته العملية بالإطلاع الذاتي والاستفادة من خبرات زملائه.
18. الإشراف على خطط تنفيذ المناهج الدراسية .
19. القيام بتقويم أدائه ذاتيا والعمل على رفع كفاءته ويشجع الآخرين على ذلك.
20. المشاركة في عملية تبادل الزيارات الميدانية على المستوى المحلي والمركزي.
21. تنفيذ برامج تبادل الزيارات الصفية بين معلمي المادة/المجال بين مدارسه ومدارس زملائه المشرفين بالمناطق التعليمية.
22. الاشتراك مع زملائه المشرفين أو المعلمين الأوائل في إنتاج بحث إجرائي.
23- تزويد المشرف الأول بصورة تفصيلية بأهم نقاط القوة وأهم جوانب التطوير للمدارس التي يشرف عليها.

الاشراف في سلطنة عمان يعاني من مشاكل عدة منها:
* يوجد نقص في أعداد المشرفين التربويين للمواد في أغلب الأقسام.
* لا يوجد إقبال من المعلمين للتقدم لوظائف الاشراف وذلك لكثرة الأعمال الملقاة على عاتق المشرفين وضبابية المهام الموكلة إليهم فهي وظيفة غير جذابة.
*لا يوجد تعزيز معنوي أو مادي في الوظيفة.
*تم حكر التقدم لوظائف الاشراف العام الماضي على المعلمين الأوائل مما أدى إلى تقليل أعداد المتقدمين للوظائف وإحباط المعلمين (غير الأوائل)، وللأسف أغلب المعلمين الأوائل لا يرغبون بالتقدم لهذه الوظائف فاستمرت شاغرة في الإشراف لانه لم يتقدم أحد او لان كفاءة المتقدمين كانت دون المستوى المطلوب.

أنماط الأشراف التربوي


لقد كان من نتيجة التطورات التي تمت في ميدان الإشراف التربوي ظهور أنواع متعددة تهدف جميعها إلى خدمة العملية التربوية وتقديم المساعدة للعاملين في مجال التعليم.
ويُجمع التربويون على أن هناك أربعة أنماط رئيسة من الإشراف التربوي هي:
الإشراف التصحيحي ــ الإشراف الوقائي ــ الإشراف البنائي ــ الإشراف الإبداعي.

في حين يرى البعض أن أنماط الإشراف التربوي وفقاً لمجال العلاقات الإنسانية هي : الإشراف التسلطي
والإشراف الديمقراطي
والإشراف الدبلوماسي
والإشراف السلبي
وفي مجال الغايات والوسائل هي :
الإشراف التصحيحي
والإشراف الإكلينكي (العيادي)
والإشراف الوقائي
والإشراف البنائي
والإشراف العلمي
والإشراف الإبداعي.
  وعلى الرغم من التصنيفات والتقسيمات المتعددة لأنماط الإشراف التربوي والتي تعبر عن وجهة نظر أصحابها إلا أنها تدور جميعا حول نقطة جوهرية هامة هي تحسين مستوى العملية التربوية بكافة عناصرها.

خصائص الأشراف التربوي الحديث


للإشراف التربوي الفاعل سمات وخصائص منها:
الإشراف التربوي، عملية ديمقراطية منظمة ترتكز على التعاون والاحترام المتبادل بين المعلم والمشرف التربوي.
الإشراف التربوي وسيلة لتحقيق أهداف التربية: المشرف قائد تربوي ذو تميز ثقافي هدفه النهوض بالعملية التعليمية التعلمية من خلال التأثير الايجابي في جميع أطرافها.
الإشراف التربوي عملية إنسانية وأداة فاعلة لتقديم خدمات اجتماعية إنسانية حيث أن العلاقة ليست مهنية فقط، فعلى المشرف أن يعمل على توثيق علاقاته مع المعلمين والتفاعل معهم ومساعدتهم في تذليل الصعوبات والمعوقات التي تواجههم سواء كانت داخل المدرسة أو خارجها.
الإشراف التربوي عملية قيادية حيث على المشرف أن يتصف بالتأثير الإيجابي في جميع الأطراف في الميدان التربوي وعليه تنسيق جميع الجهود من أجل تحسين التعلم.
الإشراف التربوي عملية شاملة تعنى بكل ما يتصل بالعملية التربوية- تحسين أداء المعلمين- الوسائل المعينة والأنشطة المصاحبة، وأدوات التقويم، وتطوير المناهج والبيئة المدرسية.
الإشراف التربوي عملية حافزة: تشجع المعلمين على التنمية الذاتية والتجديد والابتكار.
الإشراف التربوي عملية فنية تتطلب نمواً مستمراً: لكل من المشرف والمعلم والمدير والطالب وخصوصاً المشرف لأنه العنصر المؤثر في المعلم المحرك للعملية التعليمية التعلمية.
الإشراف التربوي عملية وقائية علاجية تسعى إلى تأهيل المعلم لتقليل الممارسات السلبية وعدم تصيد أخطاء هامشية لا قيمة لها بل تعزيز الاتجاهات الايجابية واستثمارها.
الإشراف التربوي الحديث يعتمد على تقويم الأداء كوسيلة لتحسينه وتقرير النتائج الايجابية وتعميمها.
 
 

مفهوم الأشراف التربوي الحديث

 
 
 
 
 
 
 
يختلف مفهوم "الإشراف التربوي" باختلاف النظرة إلى العمليَّة التعليميَّة وأهدافها , وباختلاف النظرة إلى عمليتي التعليم والتعلم :


ففي الوقت الذي كان ينظر فيه إلى "التعليم" أنه عملية نقل المعلومات من المعلمين إلى المتعلمين ؛ كان "الإشراف التربوي" يضع في سلّم اهتماماته التأكد من تمكّن المعلمين من هذا الدور , وإتقانهم لهذه المهمة ؛ ولهذا فقد كان "التعلّم" يعني تلقي المتعلم المعارف والمعلومات , وكان "التعليم" يعني القدرة على نقل المعارف والمعلومات من المعلمين إلى المتعلمين ؛ لذا فقد كانت عملية "الإشراف التربوي" تقتصر على تقديم التوجيهات والتعليمات للمعلمين , في إطار من الاتصال الذي ينقصه الحوار والتفاعل بين المعلمين والمشرفين في أغلب الأحيان.
 
ولكن هذا المفهوم للإشراف التربوي لم يعد مقبولاً في ضوء التغيرات التي طرأت على العملية التربوية من حيث نظرتها إلى طريقة التعلم والتعليم , إذ لم تعد النظرة إلى "التعليم" تقتصر على نقل المعلومات والمعارف ؛ بل أصبحت تهدف إلى إحداث التغيرات الإيجابية في سلوك المتعلم من خلال الأهداف السلوكية المختلفة , وتبع ذلك تغير النظرة القاصرة إلى الإشراف التربوي ؛ لتصبح نظرة أكبر شمولية لعملية الإشراف التربوي وعلاقتها بالعملية التعليمية .


ومن هنا فقد تعددت تعريفات "الإشراف التربوي" في العصر الحديث بناء على المستجدات التربوية المعاصرة ؛ وفيما يلي عرض لبعض التعريفات الحديثة للإشراف التربوي :


1/ هو عملية التفاعل مع المعلمين من أجل تيسير عمليات إحداث التغيير الإيجابي في أدائهم لمهماتهم التعليمية والمساندة لعملية التعليم ، لتحقيق النمو المهني المتكامل.



2/ هو نظام (System) متكامل العناصر له مدخلا ته وعملياته, ويستهدف إحداث تأثيرات إيجابية مرغوب فيها في كفا يا ت الفئة المستهدفة تسهم في تحسين عمليات التعليم والتعلم.



3/ هو سلسلة من الجهود المخططة والمنظمة الموجهة نحو أداء المعلمين لمهماتهم التعليمية الصفية ؛ لمساعدتهم على تطوير قدراتهم ومهاراتهم في تنظيم التعليم وتنفيذ المنهاج التربوي وتحقيق أهدافه في فعالية وأثر .



4/ هو تلك العملية المخططة والمنظمة والهادفة إلى مساعدة المديرين والمعلمين على امتلاك مهارات تنظيم تعلم التلاميذ بشكل يؤدي إلى تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية وتكون على هيئة نظام يتكون من مجموعة من العناصر أو العمليات, ولكل عنصر أو عملية وظيفة وعلاقات تبادلية مع بقية العناصر والعمليات , ولها مدخلات وعمليات ومخرجات.



5/ هو جميع الجهود المبذولة في أداء المعلم من أجل تحسين عملية التعليم والتعلم .